اليابانيون لماذا يتمتعون بصحة جيدة
--------------------------------------------------------------------------------
الغذاء الآسيوي أساسه الخبز والحبوب والبقوليات والفول والمكسرات وقليل من السمك والدجاج ...
اليابانيون ... لماذا يتمتعون بصحة جيدة ؟
الدجاج
لقد أظهرت الدراسات أن معدلات الكوليسترول والإصابة بأمراض القلب والسرطان لدى سكان الدول الآسيوية تقل بشكل كبير عن مثيلاتها لدى سكان أوروبا وأمريكا. لاحظ الباحثون أيضاً أن سكان الدول الآسيوية أكثر نحافة فالمرأة العادية على سبيل المثال في اليابان والتي يبلغ طولها خمسة أقدام وأربع بوصات تزن 126 رطلاً أي أقل وزناً من المرأة الأمريكية التي تزن 150 رطلاً بمقدار 24 رطلاً.
لماذا اليابانيون يتمتعون بصحة جيدة ؟
وجد أن السبب في تمتع اليابانيين بصحة جيدة هو النظام الغذائي الآسيوي التقليدي ، والذي أطلق عليه علماء التغذية اسم النظام الغذائي الأكثر صحة في العالم. يقول أحد الأطباء لقد قارنت بين جيلين الجيل الأول الذي يعتمد في غذائه على الغذاء الآسيوي والذي يتمتع بصحة جيدة وخالياً من الأمراض والجيل الجديد من أبنائهم الذين تبنوا العادات الأمريكية في الأكل والذين أصيبوا في النهاية بالبدانة وبكل الأمراض التي تنتشر هذه الأيام .
إذا نظرنا إلى الغذاء الآسيوي لوجدناه يتسم بالبساطة المذهلة بالإضافة إلى أنه يلقى قبولاً لدى من يتناوله. وأساس هذا الغذاء هو الخبز والحبوب والبقوليات وفواكه وخضروات طازجة. كما يحتوي على الفول والمكسرات وقليل من السمك والدجاج. وعندما نتحدث عن الغذاء الآسيوي فإننا نقصد الأغذية الصينية واليابانية والأصناف الغذائية الخاصة بدول مثل الهند وتايلاند وفيتنام وكوريا. إن الناس في كل هذه البلدان لديهم ضروب مختلفة من الأغذية ، ولكن أصل أو أساس الغذاء يظل واحداً .
لقد استبدل الآسيويون اللحوم الحمراء تقريباً بمنتجات فول الصويا. فالناس في آسيا يأكلون الأطعمة المصنوعة من فول الصويا حوالي 3 إلى 4 أوقيات يومياً من التمبه ، والتوفو. ويعتبر عجين الصويا خالي الدهون وأكثر من ذلك. هناك كثير من الأسباب التي تجعل من الأطعمة التي تصنع من فول الصويا مفيدة للصحة كما يؤكد دكتور كريستوفر جاردنر الباحث في مركز أبحاث الوقاية من الأمراض في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا ، فهذه الأطعمة غنية بمجموعة مركبات طبيعية تسمى الأستروجين وفي النساء قبيل سن اليأس يقوم هذا الأستروجين الضعيف بإعاقة مستقبلات الجسم من الأستروجين ، وبالتالي يقلل من كمية الأستروجين في الجسم مما يقلل بدوره من خطر الإصابة بسرطان الثدي .
الفول
إن الأستروجين النباتي يخفف من أعراض سن اليأس مثل نوبات الاحمرار والسخونة وذلك عن طريق التعويض عن فاقد الإستروجين في هذه المرحلة. كما يقل لديهن كذلك احتمال الإصابة بأمراض القلب عند السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للتأثير الواقي للأستروجين النباتي .
تعتبر الأغذية المصنوعة من فول الصويا المصدر الرئيسي للبروتين في الدول الآسيوية. ففي الصين مثلاً يحصل الشخص على 11% فقط من البروتين من اللحوم بينما يحصل الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على 70% من البروتين من اللحوم. ويقول علماء التغذية انه كلما زادت نسبة البروتين التي يحصل عليها الجسم من مصادر حيوانية ، زاد إفراز الكالسيوم من الجسم وهذا قد يشكل خطورة للنساء خاصة لأن احتمال إصابتهن بهشاشة العظام يفوق مثيله عند الرجال. واستعمال فول الصويا ومنتجاته يجب ألا يكون مقتصراً على الآسيويين فقط بل يجب على كل شخص إدخاله في غذائه والتقليل من اللحوم الحمراء.
الفوائد الطبيعية للغذاء الآسيوي
إن علماء التغذية ينصحوننا بتناول المقدار اليومي من الألياف الذي يبلغ 25 جراماً بدلاً من المقدار الضئيل الذي يحصل عليه كل منا وهو ما بين 11-12 جراماً يومياً. لقد ظل المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة ينصح الناس بتناول خمسة أنواع من الفواكه والخضروات في اليوم الواحد . إن النظام الغذائي الآسيوي الزاخر بالخضروات والفواكه الطازجة والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف يعد أحد أفضل الأنظمة الغذائية على الإطلاق ، فالناس في الصين مثلاً يحصلون على 33 جراماً من الألياف كل يوم. وهذه النسبة تقي القلب من العديد من الأمراض وذلك طبقاً لما يقوله الباحثون في كلية الصحة العامة في هارفرد والذين وجدوا في دراسة استمرت لمدة 6 سنوات وأجريت على 41.000 من الرجال أن الأشخاص الذين زادوا من تناول الألياف يومياً بمقدار 10 جرامات انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30% تقريباً .
والمعروف أن الفواكه والخضروات تعتبر مصادر غنية بالفيتامينات وبالأخص فيتامين ج ومجموعة الأصباغ الجزرانية والتي من أهمها الكاروتين والبيتاكاروتين ومركبات أخرى مضادة للأكسدة التي تساعد الجسم على الوقاية من الأمراض. وقد أبدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الخضروات والفواكه هم عادة الأقل في الإصابة بأمراض القلب والسرطان . يكثر الآسيويون من شرب الشاي الأخضر ولا يكتفون بفنجان واحد من الشاي حيث تؤكد الأبحاث أن تناول أربعة أكواب من الشاي في اليوم يمكن أن يخفف خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة المخية أو الدماغية .
يتناول الآسيويون الشاي عادة من الإبريق وربما هذا ما يفسر سبب الصحة الجيدة والنشاط الذي يتسمون به. تقول الدراسات ان الشاي يحتوي على مركبات قوية مضادة للأكسدة تسمى الفينولات التي تحمي الجسم من الأمراض. لقد وجد الباحثون في إحدى الدراسات التي أجريت في هولندا على 552 شخصاً الذين تناولوا خمسة أكواب من الشاي الأسود يومياً انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بمقدار الثلث عن نظائرهم ممن تناولوا أقل من 2 ونصف كوب من الشاي.
تتسم مادة الفينول الموجودة في الشاي من بين مختلف أنواع مضادات الأكسدة بأنها بالغة الحدة . ويفضل الشاي الأخضر في الدول الشرقية لأنه يحتوي على مضادات أكسدة أقوى من نظيره الشاي الأسود. وإذا نظرنا إلى السمك وفائدته في صحة الإنسان لقد أكدت الدراسات أنه حتى تناول كميات صغيرة من السمك مقدار 3 أوقيات مثلاً في الأسبوع تمد الجسم بحماية قوية . يحتوي السمك على دهون تخفف من كثافة الدم وتساعد على الوقاية من أمراض القلب. ولكن إذا كان بعض السمك مفيداً ، فالإكثار منه ليس بالضرورة أكثر فائدة .
السمك
ففي دراسة استمرت لمدة 30 سنة أجراها باحثون في كلية طب جامعة نورتوسترن في شيكاغو على 2000 شخص ، وجد أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 8 أوقيات من السمك أسبوعياً كان معدل الإصابة بالسكتات الدماغية لديهم أعلى من نظرائهم الذين أكلوا أقل من ذلك ، وفي الحقيقة فإن السكتات الدماغية والأمراض المتصلة بالمخ والأوعية الدموية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في اليابان. يقول الدكتور ماكدوجال أن السمك طعام شهي ولكنه يجب تناوله بكميات صغيرة. لذا لا تستبدل بالدجاج شريحة كبيرة من السمك وتعتقد أن طعامك صحي .
إذا نظرنا إلى الهرم الغذائي الآسيوي والذي يعد أحد أكثر خطط الغذاء صحة في العالم فبخلاف الهرم الأمريكي الذي يشمل منتجات الألبان واللحوم كوسيلة للحصول على بروتين كاف كل يوم .
فإن الهرم الآسيوي يستبدل بهذه الأطعمة الفول ، والمكسرات والسمك كما انه يحتوي على كمية لا بأس بها من الزيوت النباتية وكميات معتدلة من المشروبات اليابانية والشاي. وتعد الرياضة كذلك جزءاً في هذه الخطة. إن الأشخاص في الدول الآسيوية عدا الهند نادراً ما يتناولون منتجات الألبان. على الرغم من أن الغذاء الآسيوي التقليدي يشتمل على الكثير من الأغذية التي نتناولها كل يوم. إلا أن هناك استثناء واحدا مهماً فأنت لن تجد في هذا الغذاء الكثير من اللبن والجبن أو أية منتجات ألبان أخرى ولعل هذا ما يفسر قلة الدهون في الأغذية الآسيوية. وعلى الرغم من أن الإنسان يستطيع الحصول على الكثير من الكالسيوم من الأطعمة النباتية مثل البروكلي ، إلا أن أغلب العلماء يتفقون على أن منتجات الألبان تلعب دوراً حاسماً في المحافظة على قوة العظام . وجد الباحثون أن السيدات اللاتي يحصلن على الكالسيوم غالباً من منتجات الألبان يتمتعن بكثافة عظام أعلى من أولئك اللاتي يحصلن على الكالسيوم أساساً من الأغذية النباتية بنسبة 20% وإذا كنت ممن يتبع نظام الغذاء الآسيوي فيجب الحرص على تناول اللبن قليل أو منزوع الدسم والأجبان ومنتجات الألبان الأخرى .
اليابانيون ... لماذا يتمتعون