بايرن فجر المفاجأة وانتقل من دوامة الخروج إلى المنافسة على لقب دوري الأبطال
--------------------------------------------------------------------------------
قبل شهور قليلة ، كان بايرن ميونيخ الألماني على وشك الخروج المبكر من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ولكن الفريق استكمل مسيرته بنجاح حتى وصل للمباراة النهائية للبطولة والتي يخوضها أمام إنتر ميلان الإيطالي يوم السبت المقبل باستاد "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الأسبانية مدريد.
وعلى مدار هذا الموسم ، الذي يقترب من خط نهايته ، كانت أهم نتيجة لبايرن هي فوز بوردو الفرنسي على يوفنتوس الإيطالي 2/صفر في الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة.
فكان بايرن على وشك الخروج صفر اليدين من الدور الأول إذا نجح يوفنتوس في التغلب على بوردو بنفس نتيجة فوز بايرن على مكابي حيفا الصهيوني والتي أقيمت في نفس التوقيت بمجموعتهما في الدور الأول للبطولة.
وكان خروج بايرن صفر اليدين من شأنه أن يفسد الموسم بأكمله على الفريق البافاري ، الذي لم يحرز لقب البطولة منذ عام 2001 ، كما كان من شأنه أن يطيح بالمدرب الهولندي الكبير ، لويس فان جال ، من منصب المدير الفني للفريق.
واتسم تشرين ثان/نوفمبر الماضي بأنه شهر مضطرب للغاية بالنسبة لبايرن حيث مني الفريق بهزيمتين أمام بوردو الفرنسي بخلاف التعادل السلبي مع يوفنتوس في ميونيخ ، لتصبح آمال بايرن في الصعود للدور الثاني بالبطولة مهددة.
وبعد هذه المباريات الثلاث ، لم يعد مصير الفريق في البطولة بأيدي لاعبيه أو طاقمه الفني.
ومع تراجع مستوى أداء ونتائج الفريق في الدوري الألماني (بوندسليجا) أيضا دار الحديث بشأن وجود "أزمة" في بايرن.
وتولى فان جال تدريب الفريق في بداية الموسم بعد فوزه بلقب الدوري الهولندي مع ألكمار ، كما أن تاريخه وسمعته التدريبية ليست محل جدل أو شك بعد فوزه في الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا مع أياكس الهولندي ونجاحه الكبير مع برشلونة الأسباني.
ولكن ربما تسبقه دائما شهرته كمدرب يتسم بالانضباط والالتزام. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن لاعبي بايرن لم يتأقلموا بسرعة مع الأساليب الصارمة لفان جال والتي امتدت أيضا إلى سلوكيات الطعام.
وتعرض فان جال لانتقادات عنيفة بعد أن اختار تشكيلا أساسيا مختلفا عن الآخر في كل من المباريات ال18 التي خاضها في بداية الموسم.
وذكرت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية في عنوانها "هل ينتهي الأمر يوم السبت ؟" وذلك قبل مباراة بايرن مع شالكه في البوندسليجا في أوائل تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
وانتهت المباراة بين الفريقين بالتعادل ولكن الانتقادات ضد فان جال لم تتوقف.
ومن الأدلة على حالة الغضب الشديد والتوتر التي كانت تسود النادي البافاري في ذلك الوقت ، كانت الغرامات الباهظة التي فرضت على فيليب لام مدافع الفريق بسبب ما ذكره في مقابلة صحفية انتقد فيها النادي وكذلك الغرامات المالية التي فرضت على اللاعب الإيطالي لوكا توني مهاجم الفريق والذي ترك الاستاد مبكرا بعد استبداله خلال إحدى المباريات.
وبعدها مباشرة ، وفي الوقت الذي بدا فيه اللاعبون في حيرة بشأن مستقبل مدربهم وكذلك بدا عليهم افتقاد الثقة ، أوضحت التصريحات الصادرة عن مجلس إدارة النادي أن الإدارة ستدرس الأمر وسيكون لها وقفة مع الفريق إذا لم تتحسن العروض والنتائج قبل عطلة الشتاء.
ونجح بايرن بالفعل في استعادة توازنه بتحويل تأخره بهدف إلى فوز ثمين 4/1 على يوفنتوس في عقر داره بالجولة الأخيرة من دور المجموعات وهي المباراة التي أصبحت نقطة التحول للفريق هذا الموسم.
وبعدها أطاح بايرن بفريقي فيورنتينا الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي من دوري الستة عشر والثمانية رغم فوزه على ملعبه ذهابا في المرتين بنتيجة غير مطمئنة.
وتكرر ذلك في الدور قبل النهائي للبطولة بالفوز على ليون الفرنسي 1/صفر ذهابا في ميونيخ قبل التغلب عليه 3/صفر إيابا في عقر داره حيث فاز بايرن 4/صفر في مجموع المباراتين ليتأهل عن جدارة إلى المباراة النهائية.
وبذلك ، فجر بايرن المفاجأة وأصبح على بعد خطوة واحدة من التتويج بلقب المسابقة للمرة الخامسة في تاريخه ، والأولى منذ 2001 .
ويسعى بايرن إلى الفوز باللقب ليستكمل ثلاثيته التاريخية في الموسم الحالي حيث توج بالفعل بلقب الدوري الألماني بفارق خمس نقاط أمام شالكه صاحب المركز الثاني ، كما أحرز لقب كأس ألمانيا بفوز ساحق 4/صفر على فيردر بريمن في المباراة النهائية للبطولة.
وإذا توج بايرن بلقب دوري الأبطال واستكمل ثلاثيته غير المسبوقة سيكون أي تشكيك في مستوى وخبرة فان جال أمرا غير مقبول على الإطلاق.
ووضح من خلال عروض ونتائج الفريق في الآونة الأخيرة أن اللاعبين تأقلموا تماما مع أساليب فان جال الخططية وأن المدرب الهولندي يشعر الآن بالاطمئنان.
ونال فان جال مساندة رائعة وهائلة من مجلس إدارة النادي على مدار فترات طويلة هذا الموسم وكانت المكافأة هي الانتصارات التي حققها الفريق في الفترة الماضية وفوزه بثنائية الدوري والكأس واقترابه من لقب دوري الأبطال ليشعر مجلس إدارة النادي بالارتياح هذا الموسم بعد النهاية الحزينة للموسم الماضي في ظل وجود يورجن كلينسمان مديرا فنيا للفريق.
وتبدو كل المؤشرات لصالح بايرن قبل المواجهة العصيبة مع إنتر ميلان يوم السبت المقبل في مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا خاصة بعد الطريقة التي سحق بها بايرن فريق بريمن في نهائي كأس ألمانيا.
وقال أولي هونيس ، رئيس النادي ، :"المباراة تعكس امتدادا طبيعيا لمستوانا في النصف الثاني من الموسم. نلعب حتى الآن أعلى مستوى من كرة القدم ويجب أن يعترف منافسونا بذلك".
وأضاف :"الفريق أصبح أفضل كرويا مما كان في عام 2001 . نسيطر حاليا على المستوى المحلي بعدما أظهرنا تفوقنا ذهنيا إلى جانب تفوقنا في المهارات الكروية. أفتخر تماما بالفريق وأيضا بالجميع في النادي. فزنا الآن بالثنائية وليس لدينا ما نخسره في مدريد. سنبذل كل ما بوسعنا لنحقق المستحيل".
وأكد فان جال دائما على أن التغييرات في فريقه مع بداية الموسم الحالي كانت مفروضة عليه بسبب الإصابات التي عانى منها الفريق في النصف الأول من الموسم ومنها إصابة لاعبين مؤثرين مثل فرانك ريبيري وآريين روبن.
وسجل روبن هدف الحسم في العديد من المباريات ليبرهن أنه يستحق المبلغ الذي دفعه بايرن للتعاقد معه والذي بلغ 25 مليون يورو (32 مليون دولار) إلى ريال مدريد الأسباني.
كما سجل المهاجم الكرواتي إيفيكا أوليتش الذي انضم للفريق قادما من هامبورج في صفقة انتقال حر عددا من الأهداف الحاسمة.
وأصبح التشكيل الأساسي لبايرن محددا في الوقت الحالي. ورغم جلوس ماريو جوميز وميروسلاف كلو زه ، المهاجمين الأساسيين للمنتخب الألماني ، على مقاعد البدلاء في بايرن ، لم تظهر أي علامات امتعاض أو استياء من قبل مشجعي بايرن على اختيارات فان جال.
ومن السمات التي وضحت على فان جال في أول موسم له مع بايرن ، يبرز اعتماده وثقته في اللاعبين الشبان ومنهم لاعب خط الوسط المهاجم توماس مولر والمدافع هولجر بادشتوبر اللذين قدما عروضا جيدة مع الفريق أول موسم لهما بالبوندسليجا مما ساعدهما على الانضمام للقائمة المبدئية للمنتخب الألماني استعدادا لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.