التحقيقات فى مذبحة «أرض اللواء» تكشف ارتكاب الجريمة بسلاح شرطة مسروق
--------------------------------------------------------------------------------
ساعة واحدة هى المدة الزمنية لتفاصيل «مذبحة العجوزة».. بدأت أحداثها بقتل الضابط القطرى لشقيقته وشروعه فى قتل الأخرى.. وانتهت بمقتله بـ٧ طعنات نافذة داخل المستشفى فى إمبابة.. الشقيقة «عفراء» لفظت أنفاسها أمام ٣ أشخاص هم خالها حسين محمد حسن وشقيقتها المصابة جواهر ووالدتها.. تلقت طلقة واحدة فى الرأس، بعد أن أمسكها «المتهم القتيل» من شعرها وأطلق رصاصة من مسافة تصل إلى ٢ سنتميتر فقط..
المتهم القتيل لفظ أنفاسه وهو يتلقى العلاج من ٣ أطباء فى مستشفى الموظفين بإمبابة، كانوا يداوون جراحه بغرز طبية عندما هاجمه ابن خالة القتيلة، وسدد له ٧ طعنات أنهت حياته على الفور.. مشرحة زينهم كانت القاسم المشترك بين المتهم القتيل وشقيقته القتيلة.. الطبيب الشرعى تولى تشريح الجثتين وكتب تقريره.. الأول نتجت وفاته عن هبوط حاد فى الدورة الدموية نتج عن طعنات نافذة بالصدر والرئة والكبد أما شقيقته فحدثت الوفاة نتيجة تهتك بالمخ والجمجمة أسفر عن توقف وظائف الجسم والوفاة فى لحظات معدودة، وتسلمت أسرة الضحية جثمانها من المشرحة وقررت النيابة تسليم جثمان المتهم القتيل إلى السفارة .
النيابة بإشراف المستشار هشام الدرندلى، المحامى العام الأول، أغلقت ملف الجريمة الأولى التى انتهت بمقتل الضحية «عفراء» وإصابة شقيقتها، وذلك لوفاة المتهم.. وبدأت النيابة التحقيق فى الجريمة الثانية التى انتهت بمقتل المتهم فى الجريمة الأولى واستمع عبدالرحمن حزين، مدير النيابة، لاعترافات تفصيلية من المتهم بالقتل، وقرر عبدالحميد الجرف، وكيل النيابة، حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق، واستمع لـ١١ شاهداً، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة، أما المفاجئة فكانت أن السلاح الذى استخدمه القطرى مسروق من قسم شرطة الدلنجات بالبحيرة منذ ١١ عاماً.
وحصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل جديدة فى الجريمتين من واقع تحقيقات النيابة وتحريات المباحث التى جرت بإشراف العميدين فايز أباظة وجمعة توفيق والعقيد محمود خليل مفتش مباحث الوسط.. تبين أن «المتهم القتيل» محمد جابر الفهيد المرى والذى تنازل عن جنسيته السعودية حضر للقاهرة منذ ٣ أيام، ونزل فى فندق شهير بالقاهرة. وأنه اعتذر عن حضور الغذاء مع أختيه وزوجة أبيه فى اليوم الأول، وأنه استأجر شقة حتى يستطيع تجهيز السلاح بداخلها، وأنه قال لحارسها ومؤجرها يوم الحادث إنه لن يعود ودفع المستحقات التى كانت عليه، وتبين أنه كان ينوى التخلص من الثلاثة والهرب..
وتبين أنه وصل إلى شارع أحمد عرابى فى المهندسين واتصل بشقيقتيه وحضر خالهما حسين حسن محمد بسيارته إلى الشارع واصطحبه إلى منزل الأسرة فى شارع جوهر خطاب المتفرع من شارع النيل الأبيض، وأنه صافح الثلاثة ثم طلب دخول الحمام وجهز سلاحه للاستخدام، وخرج وطلب أن تجلس شقيقته عفراء إلى جواره وأثناء جلوسها بجواره أمسك بشعرها وأخرج السلاح وأطلق رصاصة واحدة على رأسها وسط ذهول الثلاثة، وهرولت شقيقة القتيلة وتدعى جواهر إلى شقيقتها وأصابها المتهم القتيل بطلقة فى الوجه، وتدخل خال الضحيتين وأمهما وأمسكا بذراع المتهم واستخلصا منه السلاح واعتديا عليه بالضرب وهرب فى الشارع وحضر الأهالى والجيران ولقنوه علقة ساخنة وأستخلصه ضباط المباحث من أيديهم ونقلوه فى سيارة إسعاف إلى مستشفى الموظفين العام فى إمبابة، حيث كان مصاباً بجروح تستلزم غرزاً فى الذراع والرأس.
وصل المتهم القتيل إلى المستشفى، واستقبله ٣ أطباء وبدأوا فى إجراء جراحه بغرز طبية.. فى الوقت نفسه وصل ابن خالة الضحيتين « محمد شعبان» إلى المنزل وشاهد جثة القتيلة ووالدته وخالته وأقاربه فى حالة انهيار.. فأسرع إلى منزل أسرته القريب من مكان الحادث، وأحضر سكينا وتوجه إلى مستشفى الموظفين وفوجئ بحراسة أمنية.. واستغل وجود سيدة بصحبة ابنها ١٢ سنة وطلب منهما أن يتوكأ عليهما، لأنه سقط من أعلى دراجة بخارية، وأن يصطحباه إلى المستشفى ودخل الشاب من باب خلفى، وهو يصرخ من الألم وأوهم الجميع أنه يصارع الموت وطلب منه الأطباء أن يجلس فى الغرفة المجاورة حتى يسعفوا الشاب المتهم بقتل شقيقته، وبعد دقائق فاجأ الشاب الجميع واقتحم الغرفة التى بها الشاب القطرى، وسدد له ٧ طعنات نافذة وهو جالس بين ٣ أطباء يتولون علاجه ليلفظ أنفاسه الأخيرة على الفور، وينطلق المتهم محمد شعبان، ٢٥ سنة، إلى الشارع بأقصى سرعة بعد أن دخل المستشفى وغرفة القتيل بـ«تروللى» وطارده رجال الأمن فى الشارع وتمكنوا بمعاونة بعض المارة من السيطرة عليه وحرزوا السلاح المستخدم فى الجريمة.
وأضافت التحريات والتحقيقات أن الشاب السعودى «المتهم القتيل» أرسل إلى والدة الضحيتين مبالغ فى أوقات سابقة، بينها ١٠٠ ألف جنيه ثم ٣٠ ألف جنيه ثم ٩ آلاف جنيه، وأنه كان يحاول أن يسترضيها وأختيه حتى يتمكن من الحصول على موافقتهن على بيع أراى فى السعودية ورثوها عن والده المتوفى منذ ١٧ سنة، وتبين أن محاولاته لإقناع أختيه ووالدتهن البيع بدأت منذ ٣ سنوات، وأنها فشلت وحضر هذه المرة لينهى حياة الثلاثة، وعثر رجال المباحث على خزنتين مليئتين بالرصاص كان المتهم القتيل يحتفظ بهما، وتبين أن المتهم حصل على الجنسية القطرية منذ فترة، وأنه كان ينوى العودة إلى السعودية عقب ارتكاب جريمته.