حورالجنة
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 17/08/2010
| موضوع: معجزات النبى صلى الله علية وسلم الباقية الثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:01 pm | |
| المعجـــــــــزة الرابعة^&)§§(&^تكثيره الماء ونبعه من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه و سلم ^&)§§(&^عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه و سلم بين يديه ركوة (إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء) فتوضأ فجهش الناس نحوه - و الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان وهو مع ذلك يريد أن يبكي كالصبي يفزع إلى أمه فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مئة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مئة - رواه البخاري ورواه مسلم مختصرًا وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وحانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم رواه البخاري ومسلم ~~~~~~~~~~~~~~~~~
المعجزة الخامسة*·~-.¸¸,.-~*تكثيره الطعام والشراب صلى الله عليه و سلم *·~-.¸¸,.-~*فأما الطعام: ::::::::::::::: فقد وقع ذلك منه صلى الله عليه و سلم مرات عديدة منها ما روي عن جابر بن عبد الله- رضي لله عنهما- في الخندق حيث يقول جابر: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا (الخمص: خلاء البطن من الطعام) فانكفأت (أي انقلبت ورجعت) إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فاني رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا شديدًا فأخرجت لي جرابًا (أي وعاء من جلد) فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن قال: فذبحتها وطحنت ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله! إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال: يا أهل الخندق! إن جابرًا قد صنع لكم سورًا وهو الطعام الذي يدعى إليه وقيل الطعام مطلقًا فحيهلا بكم ومعناه أعجل به وقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم, حتى أجي فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك, وبك - أي ذمته ودعت عليه فقلت: قد فعلت الذي قلت لي - معناه أني أخبرت النبي بما عندنا فهو أعلم بالمصلحة فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها صلى الله عليه و سلم وبارك ثم عمد إلي برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: ادعى خابزة فلتخبز معك, واقدحي من برمتكم (أي اغرفي والمقدح المغرفة) ولا تنزلوها, وهم ألف فأقسم بالله! لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا (أي شبعوا وانصرفوا) وان برمتنا لتغظ (أي تغلي ويسمع غليانها) كما هي وإن عجينتنا- أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو (أي يعود إلي العجين) رواه البخاري ومسلم وأما الشراب: :::::::::::::::: فنأخذ من ذلك مثالاً واحداً وهو اللبن فمن أدلة تكثيره صلى الله عليه و سلم اللبن ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه كان يقول: ألله الذي لا اله إلا هو, إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع, وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه, فمر أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي, ثم قال : يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن له, فوجد لبناً في قدح فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان- أو فلانة قال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: الحق إلي أهل الصفة فادعهم لي قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام, لا يأؤون على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ, إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً, وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها و أشركهم فيها, فساءني ذلك فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها, ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم, فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: خذ فأعطهم فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم كلهم, فأخذ القدح فوضعه على يده, فنظر إلي فتبسم فقال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال: اشرب فشربت, فما زال يقول: اشرب , حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق, ما أجد له مسلكاً قال: فأرني , فأعطيته القدح, فحمد الله وسمى وشرب الفضلة - انظر البخاري لفتح 11-6452 ثمانون رجلاً يأكلون بعض أرغفة الخبز وتكفيهم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دستني تحت يدي ولاثتني ببعضه (أي لفتني به)، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم، قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا، فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم، فقلت: الله ورسوله أعلم، فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم: ما عندك؟ فاتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتّ وعصرت أم سليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلا. صحيح، أخرجه البخاري في المناقب، وأخرجه مسلم في الأشربة، والترمذي في المناقب. قصعة الثريد يأكل منها المئات: عن سمرة بن جندب قال: بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أُتي بقصعة فيها ثريد (الخبز المختلط باللحم والأرز) قال: فأكل وأكل القوم فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر؛ يأكل القوم ثم يقومون ويجئ قوم فيتعاقبونه، قال: فقال له رجل: هل كانت تُمد بطعام؟ قال: أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السماء - رواه أحمد. البركة في الشعير: عن جابر رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم (أي لاستمر دائمًا أبدًا وما انقطع خيره) - رواه مسلم في كتاب الفضائل. البركة في السمن: عن جابر رضي الله عنه: أن أم مالك كانت تُهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شئ، فتعمد إلى التي كانت تهدي فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنًا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرتها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعصرتيها؟ قالت: نعم، فقال: لو تركتيها ما زالت قائمة - رواه مسلم في كتاب الفضائل. البركة في مزود أبي هريرة رضي الله عنه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بتمرات فقلت: ادع الله لي فيهن بالبركة، قال: فصفهن بين يديه ثم دعا، فقال لي: اجعلهن في مزود (الوعاء من الجلد وغيره، ويجعل فيه الزاد) وأدخل يدك ولا تنثره، قال: فحملت منه كذا وكذا وسقًا (الوسق: 50كيلة = 4 أردب وكيلتان) في سبيل الله ونأكل ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، فلما قتل عثمان رضي الله عنه انقطع حقوي فسقط. حسن، رواه أحمد، والترمذي في مناقب أبي هريرة. وفي رواية: أنه قال: أُصبت بثلاث مصيبات في الإسلام لم أُصب بمثلهن: 1. موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه. 2. وقتل عثمان. 3. والمزود. قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟ قال: قلت تمر في مزود قال: جئ به، فأخرجت تمرًا فأتيته به قال: فمسه ودعا فيه ثم قال: ادع عشرة، فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله وبقي من تمر معي في المزود فقال: يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئًا، فأدخل يدك فيه ولا تكفه قال: فأكلت منه حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان كلها، فلما قتل عثمان انتهب ما في يدي، وانتهب المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه، أكلت منه أكثر من مائتي وسق(الوسق: 50كيلة = 4 أردب وكيلتان) - دلائل النبوة للبيهقي. البركة في شطر الشعير: عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي شئ يأكله ذو كبد إلا شطر شعير (أي نصف قدح من شعير أو شئ قليل من الشعير) في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، ثم كِلته ففني - صحيح، أخرجه البخاري ومسلم. ****************************** ****************************** *********************** المعجزة السادسة§¤~¤§دلائل نبوته صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق ببعض الحيوانات§¤~¤§قصة البعير وسجوده وشكواه لرسول الله صلى الله عليه و سلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أهل البيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه (أي نستقي عليه) أنه استصعب علينا ومنعنا ظهره, وقد عطش الزرع والنخل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه: قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته, فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته فقال: ليس عليََ منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه, فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط, حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه: هذه البهيمة لا تعقل تسجد لك, ونحن أحق أن نسجد لك فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر, ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها, والذي نفس محمد بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه - رواه الإمام أحمد في مسنده وعن عبد الله بن جعفر- رضى الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم خلفه فأسر إليَ حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل(أي جماعة النخل) فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر (أي ردد صوته في حنجرته) وذرفت عيناه قال بهر وعفان: فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم حنَ وذرفت عيناه فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم سراته (الظهر وقيل السنام) وذفراه (العظم الشاخص خلف الأذن ) سكن فقال: من صاحب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله فقال: أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله, إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه - رواه أبو داوود والإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه و سلم عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه, فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي؟ فقال: يا عجبي ذئب يقعي على ذنبه يكلمني كلام الإنس فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه و سلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها, ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فنودي: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي أخبرهم فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صدق, والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس, ويكلم الرجل عذبة سوطه, وشراك نعله, ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده - رواه الأمام أحمد في المسند, و الحاكم في المستدرك, وابن سعد في الطبقات وفى رواية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما كلم الذئب راعي الغنم فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم فقال الذئب: أعجب من هذا الرجل في النخلات بين الحرتين (أي المدينة المنورة) يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم وكان الرجال يهودياً, فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم وخبَره فصدقه النبي صلى الله عليه و سلم - رواه الإمام أحمد في المسند3/88 الوحش يوقر الرسول صلى الله عليه وسلم: قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم (أي سكن ولم يتحرك) ما دام رسول اله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه - صحيح، أخرجه أحمد ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. وافد الذئاب يرضى بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم: عن حمزة بن أبي أسيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع، فإذا الذئب مفترشًا ذراعيه على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جاء يستفرض فافرضوا له قالوا: ترى رأيك يا رسول الله قال: من كل سائمة شاة في كل عام قالوا: كثير قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم فانطلق الذئب. حسن بشواهده - أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه البزار وأبو نعيم. ورضي الذئب بأن يأخذ منهم الشياة خلسة كما عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ****************************** ****************************** ********************
المعجــــــزة السابعة][][^][][إجابة دعائه صلى الله عليه و سلم ][][^][][كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كما وصفه ربه عز وجل : بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ - سورة التوبة آية 128 فكان ينظر إلى أصحابه نظرة الرحمة والشفقة فكلما ألم بأصحابه مكروه من عاهة أو مرض أو تفكير في أمر يشغل بالهم أسرع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدعاء لهم للتخفيف عنهم ولكي ينالوا بركة دعوته صلى الله عليه و سلم أما بالنسبة للكفار والمشركين والمعاندين فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو عليهم حيث تشتد شوكتهم ويكثر أذاهم وتارة كان يدعو لهم حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تآلفهم وإذا دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لأناس أو دعا عليهم فإنك تجد ما دعا به قد تحقق قطعًا وهذه بعض الأمثلة من دعواته المستجابة صلى الله عليه و سلم سرعة الإجابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائمًا ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال (المراد هنا المواشي خصوصًا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات) وانقطعت السبل (أي انقطعت الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو عدمه) فادع الله يغثنا قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة (القطعة من الغيم)/ وما بيننا وبين سلع (جبل قرب المدينة) من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس (هو ما يتقي به السيف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر) فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال: فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: اللهم حولنا ولا علينا اللهم على الآكام (جمع أكمة وهي الرابية المرتفعة من الأرض) والظراب (جمع ظرب وهي صغار الجبال والتلال) ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس - رواه البخاري ومسلم يمهل ولا يهمل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور (أي ناقة) بالأمس فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا (هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان وهي من الآدمية المشيمة) جزور بني فلان فيأخذه فيضل في كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم (وهو عقبة بن أبي معيط) فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه و سلم وضعه بين كتفيه قال: فاستضحكوا (أي حملوا أنفسهم على الضحك والسخرية) وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة (أي لو كان لي قوة تمنع أذاهم أو كان لي عشيرة بمكة تمنعني) طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية (تصغير جارية بمعنى شابة أي أنها إذ ذاك ليست بكبيرة) فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثًا وإذا سأل سأل ثلاثًا ثم قال: اللهم عليك بقريش (ثلاث مرات) فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة (اتفق العلماء على أنه غلط وصوابه: الوليد بن عتبة) وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع فلم أحفظه فوالذي بعث محمدًا صلى الله عليه و سلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب (القليب هي البئر التي لم تطو وإنما وضعوا في القليب تحقيرًا لهم ولئلا يتأذى الناس برائحتهم) قليب بدر قال أبو إسحاق: الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث - رواه مسلم دعوة وهداية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أبكي قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعونها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه و سلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف (أي مغلق) فسمعت أمي خشف (أي صوتهما في الأرض) قدمي فقال: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء (أي صوت تحريكه) قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا قال قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني - رواه مسلم ****************************** ****************************** ******************** المعجزة الثامنة*·~-.¸¸,.-~*إخباره صلى الله عليه وسلم عن المغيبات *·~-.¸¸,.-~*من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته ما اطلع عليه من الغيوب الماضية والمستقبلية وإخباره عنها ومن المعلوم المقرر أن علم الغيب مختص بالله تعالى وحده وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه الكريمة في غير ما آية من كتابه العزيز قال تعالى :- (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)- سورة النمل آية 65 وقال تعالى:- (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ) - سورة الأنعام آية 59 ومن المعلوم أيضًا أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يعلمون الغيب ولا اطلاع لهم على شيء منه قال الله تعالى مخبرًا عن غير واحد من رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا لأقوامهم :- ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) سورة الأنعام آية 50 وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله تبارك وتعالى قد اختص بمعرفة علم الغيب وأنه استأثر به دون خلقه جاءت أدلة أخرى تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم قال تعالى :- ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ) - سورة آل عمران آية 179 وقال تعالى:- ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ){26} (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ) - سورة الجن آية 26 و 27 فتلخص من ذلك أن ما وقع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإخبار بالمغيبات فبوحي من الله تعالى وهو من إعلام الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم للدلالة على ثبوت نبوته وصحة رسالته وقد اشتهر وانتشر أمره صلى الله عليه وسلم بإطلاع الله له على المغيبات قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا فما ترك شيئًا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه رواه البخاري ومسلم وقال عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا رواه مسلم والمغيبات التي تغيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقسام ثلاثة أولاً : قسم في الماضي كإخباره عن القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الدائرة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك وقد كان أهل الكتاب كثيرًا ما يسألونه تعنتًا وتعجيزًا عن أخبار تلك القرون السالفة فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكرًا كقصص الأنبياء مع قومهم وخبر موسى والخضر ويوسف وإخوته وأصحاب الكهف وذي القرنين بالإضافة إلى ما جاءت به السنة المطهرة من تفاصيل ودقائق عن أخبار تلك الأمم السابقة والأنبياء السابقين مع أقوامهم وأشباه ذلك مما صدقه فيه علماؤهم ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها بل أذعنوا لك فمن موفق آمن بما سبق له من خير ومن شقي معاند حاسد ثانياً : قسم في الحاضر وهو ما أخبر به صلوات الله وسلامه عليه من المغيبات فوقع أثناء حياته ومن أمثلة ذلك قتل أمية بن خلف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد: ألا انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟ فبينما سعد يطوف إذا أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم فتلاحيا بينهما - أي تلاما وتنازعا فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم؛ فإنه سيد أهل الوادي ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام قال فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد فقال: دعنا عنك فإني سمعت محمدّا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك قال: إياي؟ قال: نعم قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قال: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا يزعم أنه قاتلي قالت: فوالله ما يكذب محمد قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يومًا أو يومين فسار معهم يومين فقتله الله - رواه البخاري مصارع الطغاة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلاً حديد البصر (أي نافذه) فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه قال يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله قال فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال: يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني الله حقًا قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئًا - رواه مسلم الأعمال بالخواتيم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه (قال ابن الأعرابي: يقال فلان لا يدع شاذة ولافاذة إذا كان شجاعًا لا يلقاه أحد إلا قتله) فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا - ومعناه: أنا أصحبه في خفية وألازمه لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرجل جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه (ذباب السيف هو طرفه الأسفل وأما طرفه الأعلى فمقبضه) بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: أشهد أنك رسول الله قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة - رواه البخاري ومسلم ثالثاً : قسم في المستقبل وهنا نقسمها لقسمين .... نبواءات تحققت فى زمن الرسول (صلِ الله عليه وسلم ) ونبواءات تحققت بعد وفاة الرسول (صلِ الله عليه وسلم ). أولاً ؛ النبواءات التى تحققت فى زمن الرسول صلِ الله عليه وسلم (1)النبي صلى الله عليه وسلم يخبر وهو في مكة في فئة مستضعفة أن دينه سيعم الجزيرة كلها فعن خباب بن الأرت قال: [شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا الله تبارك وتعالى، أو ألا تستنصر لنا؟ فقال: قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون] - رواه أحمد وقد وقع هذا الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم فدانت الجزيرة كلها بالإسلام، وأمن الناس فيها من أقصاها إلى أقصاها...وكان تصور هذا ضرب من الخيال، فقد كان القتل وقطع الطريق، والإغارة والنهب والسلب في كل ركن من أركانها إلا المسجد الحرام فقط ****************************** *** (2)إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم، ووقوع الأمر كما حدث به تماماً قال مسلم رحمه الله: حد ثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال: فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال: ثم قلت لعله نجى معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال: [تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله] قلت: ويبقى فتح الدجال، وسيقع الأمر فيه كما حدث صلى الله عليه وسلم تماماً، وسيكون ذلك آية أخرى لمن يشهدها في وقتها ****************************** ***** (3) النبي صلى الله عليه وسلم يخبر وهو في المدينة أن أمته ستفتح كنوز كسرى روى الإمام البخاري رحمه الله بإسناده إلى عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند الني صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار (الدعار هو الخبث الشديد) طيء الذين قد سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك؟ فيقول : بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفه - رواه البخاري وقد روى هذا الحديث أبو نعيم بإسناده في دلائل النبوة أن الشعبي رحمه الله دخل على عدي بن حاتم الطائي فقال: إنه بلغني عنك حديث كنت أحب أن أسمعه منك قال: نعم، بعث النبي صلى الله عليه وسلم وكنت من أشد الناس له كراهية، وكنت بأقصى أرض العرب من الروم، فكرهت مكاني أشد من كراهيتي لأمري الأول، فقلت لآتين هذا الرجل، فإن كان صادقاً لا يخفى علي أمره، وإن كان كاذباً لا يخفى علي، أو قال: لا يضرني، قال: فقدمت المدينة، فاستشرفني الناس فقالوا: عدي بن حاتم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عدي أسلم تسلم قلت: إن لي ديناً، قال: أنا أعلم بدينك منك قلت: ما يجعلك أعلم بديني مني؟ قال: أنا أعلم بدينك منك. ألست ترأس قومك؟ قلت: بلى قال: ألست تأخذ المرباع - أي ربع الغنيمة قلت: بلى قال: فإن ذلك لا يحل لك قلت: أجل قال: فكان ذلك أذهب بعض ما في نفسي قال: أنه يمنعك من أن تسلم خصاصة فقر من ترى حولنا، وإنك ترى الناس علينا إلباً واحداً، أو قال يداً واحدة قلت: نعم قال: هل أتيت الحيرة؟ قلت: لا، وقد علمت مكانها قال صلى الله عليه وسلم: يوشك الظعينة أن تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار ويوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز قال: قلت: كنوز كسرى بن هرمز قال: كنوز كسرى بن هرمز ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها منه قال عدي رضي الله عنه: فلقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، وكنت في أول خيل أغارت على السواد، والله لتكونن الثالثة أنه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية أبي بكر بن خلاد ومحمد بن أحمد قال عدي فأنا سرت بالظعينة من الحيرة، قال: إلى البيت العتيق في غير جوار، يعني أنه حج بأهله، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن، والله لتكونن الثالثة كما كانت هاتان أنه تحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي وفي رواية أخرى قدم عدي بن حاتم الطائي الكوفة، فأتيته في أناس منا، من أهل الكوفة، قلنا: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولا أعلم أحداً من العرب كان له أشد بغضاً مني، ولا أشد كراهية له مني، حتى لحقت بأرض الروم، فتنصرت فيهم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة، وما اجتمع إليه من الناس ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وبلال وسلمان فقال: يا عدي بن حاتم أسلم تسلم فقلت : أخ أخ فأنخت، فجلست وألزقت ركبتي بركبته فقلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره. يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر. يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة –ولم يكن يومئذ كوفة- حتى تطوف بالكعبة بغير خفير، لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به فلا يجد أحد يقبله، فيضرب به الأرض فيقول: ليتك كنت تراباً ****************************** ******** (4) إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح الحيرة وهبته الشيماء بنت نفيلة لخريم بن أوس قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن معمر قال ثنا عبدالله بن محمد بن ناجية، قال: ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي، قال حدثني عم أبي زخر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال جدي خريم بن أوس: هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدمت عليه مُنْصَرَفَةُ من تبوك، فأسلمت فسمعته يقول: هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغله شهباء معتجرة بخمار أسود فقلت: يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدناها كما تصف فهي لي؟ قال: هي لك قلت: ثم كانت الردة، فما ارتد أحد من طيء، فأقبلنا مع خالد بن الوليد نريد الحيرة، فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء بنت نفيلة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فتعلقت بها فقلت: هذه وصفها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني خالد بالبينة فأتيت بها، فكانت البينة محمد بن مسلمة ومحمد بن بشير الأنصاريان، فسلمها إليّ خالد، ونزل إليها أخوها عبدالمسيح بن نفيلة يريد الصلح فقال: بعينها فقلت: لا أنقصها والله من عشر مائة فأعطاني ألف درهم وسلمتها إليه فقالوا لي: لو قلت مائة ألف لسلمها إليك فقلت: ما كنت أحسب أن عدداً أكثر من عشر مائة قلت: وهذا صحابي لا يعلم بعد الألف عدداً وهذا الحديث من أعلام نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه حدث عن أمر من الغيب لا يمكن تصوره بالظن ولا التخييل ولا التوقع فإن تصور انتصار العرب المسلمين على الفرس كان أبعد من الخيال ولقد حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم بصفته حقيقة واقعة ووقع الأمر كما حدث به تماماً وقد روى هذا الحديث الإمام ابن حبان رحمه الله كما في الموارد: أخبرنا ابن أسلم حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم بن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال: هب لي يا رسول الله ابنة نفيلة فقال: هي لك فأعطوها إياه فجاء أبوها فقال: أتبيعنها فقال: نعم قال: بكم؟ قال: احتكم ما شئت قال: بألف درهم قال: قد أخذتها فقيل: لو قلت ثلاثين ألفاً قال: وقال: وهل عدد أكثر من ألف؟ قال الحافظ الهيثمي: قلت هكذا وقع في هذه الرواية أن الذي اشتراها أبوها وإن المشهور أن الذي اشتراها عبدالمسيح أخوها والله أعلم ****************************** ******** (5)إخباره صلى الله عليه وسلم بحسن إسلام الفرس بعد الفتح قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب حدثنا عبدالعزيز أخبرني ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : لناله رجال من هؤلاء ****************************** *********** (5) بشر الرسول المسلمين بغزو قريش ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني : لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ، ولكنكم تغزونهم. فلم تغزهم قريش بعد ذلك وكان هو الذي يغزوها ، حتى فتح الله عليه مكة قال ابن إسحاق : وحُدثت عن سلمان الفارسي ، أنه قال : ضربت في ناحية من الخندق ، فغَلُظت علي صخرة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ؛ فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي ، نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ؛ قال : ثم ضرب به ضربة أخرى ، فلمعت تحته برقة أخرى ؛ قال : ثم ضرب به الثالث ، فلمعت تحته برقة أخرى . قال : قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟ قال : أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قال : قلت : نعم ؛ قال : أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن ؛ وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب ؛ وأما الثالثة فإن الله فتح على بها المشرق قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول ، حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده : افتتحوا ما بدا لكم ، فوالذي نفس أبي هريرة بيده ، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني : لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ، ولكنكم تغزونهم . فلم تغزهم قريش بعد ذلك ، وكان هو الذي يغزوها ، حتى فتح الله عليه مكة ****************************** ********* 6) إخباره صلى الله عليه وسلم بخراب خيبر لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر صلى بهم الصبح وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون، بل خرجوا لأرضهم، فلما رأوا الجيش قالوا: محمد والله، محمد والجيش، ثم رجعوا هاربين إلى حصونهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر خربت خيبر، الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين. أخرجه البخاري ومسلم. ****************************** ***** (7) إخباره صلى الله عليه وسلم بإسلام أبي الدرداء قبل أن يسلم عن جبير بن نفير قال: كان أبو الدرداء رضي الله عنه يعبد صنمًا في الجاهلية، وإن عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهما دخلا بيته فسرقا صنمه، فرجع أبو الدرداء فجعل يجمع صنمه ذلك ويقول: ويحك، هل امتنعت، ألا دفعت عن نفسك؟ فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أحدًا أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه ونفعها فقال أبو الدرداء: أعدي لي في المغتسل ماء، فجعلت له ماء فاغتسل وأخذ حلته فلبسها، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه ابن رواحة مقبلاً، فقال: هذا أبو الدرداء ما أراه جاء إلا في طلبنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، إنما جاء ليسلم؛ فإن ربي عز وجل وعدني بأبي الدرداء أن يسلم. أخرجه البيهقي في الدلائل. ****************************** ******* ( إخباره صلى الله عليه وسلم عن إسلام أبي طلحة قبل أن يسلم لما مات زوج أم سليم رضي الله عنها، جاءها أبو طلحة الأنصاري خاطبًا فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك. فقال: ما ذاك دهرك! (ما هذه عادتك)، قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء (الذهب) والبيضاء (الفضة)، قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره، قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، فلما رآه قال: جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك. قال ثابت البناني، راوي القصة عن أنس: فما بلغنا أن مهرًا كان أعظم منه أنها رضيت الإسلام مهرًا. صحيح، رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود الطيالسي | |
|